سفر طوبيا ( و الذى يقع عقب سفر نحميا مباشرة ) هو عظة عاطفية جميلة و مؤثرة ، كما تحسب بحق ، تحفة أدبية و روحية رائعة ، و هى تصور التقوى التى تحلّى بها اليهود ، إبان فترات السبى بعيدا ً عن أورشليم الأم موطن النبوات و الأنبياء ، و محطّ أنظار الشعوب ، كما يمثلّ السفر سمة خاصة فى مرحلة التطور لليهود بعد السبى .
أما أحداث السفر، فتدور فى بيئة شديدة الشبه ، ببيئة الآباء الأول إبراهيم و إسحق و يعقوب ، و تتناول عائلتين يهوديتين تعيشان فى السبى ، الأولى هى عائلة طوبيا ، حيث تسكن فى نينوى و الثانية عائلة رعوئيل فى أحمتا ( العراق و إيران حاليا ً ) .
و قد تعرضت العائلتان للتجارب ، فطوبيا التقى ، يفقد غناه ثم يفقد بصره ، و عندما يشعر بقرب نياحته ، يستدعى إليه أبنه المسمّى طوبيا أيضا ً ، حيث يلقنه قائمة من الوصايا متخذا ً بذلك دور الإشبين ( بالنسبة للمعمّد حاليا ً فى العهد الجديد ) ثم يخبره بأن له وديعة مالية كبيرة ، لدى شخص يعيش فى منطقة راجيس ، و يسلمه الصكّ الخاص بها لإستردادها ، و أما العائلة الثانية فقد جرّبت أبنتها سارة بتجربة قاسية و عجيبة ، إذ تزوجت سبع مرات ، غير أن شيطانا ً يدعى أزموداوس كان يقتل الزوج فى الليلة الأولى للزواج .
و يظهر على ساحة السفر ، الملاك روفائيل ، حيث يقوم بدور ريادى فى الأحداث ، فهو يظهر فى شكل إنسان مستعدّ للسفر ، و يرافق طوبيا الأبن فى رحلته إلى بلاد مديان ، و فى الطريق يساعده فى إصطياد سمكة كبيرة ، استخدم طوبيا قلبها و كبدها فى طرد الشيطان أزموداوس ، و يتزوج بسارة ، و فى أثناء العرس يمضى الملاك روفائيل ليسترد الوديعة المالية ثم يعود الجميع بعد ذلك ( طوبيا و سارة و الملاك ) إلى طوبيا الشيخ حيث يستخدم الأبن مرارة السمكة – كنصيحة الملاك – فى دهن عينى أبيه فيشفى من عماه ، و عندئذ ينتحى الملاك بكل من الأبن و الأب ليعلن لهما عن حقيقته ثم يوصيهما بتدوين ما جرى لهما فى كتاب ، و التحدث بعجائب الله ، و يعيش الجميع بعد ذلك فى سعادة شاكرين الله ، منتظرين خلاصه و عودة إسرائيل من السبى .
اذكرونى فى صلوتكم mina khairy