*** مدخل الى سفر ارميا ***
**** ارميا النبى ****
----------------------------
نبى عاش فى اورشليم حوالى 654 - 584 ق.م وعاصر سبيها , تنبأ على شعب يهوذا بالسبى , فكان مكروها ومضطهدا , وفى وسط معاناته الكثيرة ادرك اهتمام الله الخاص بكل انسان على حده , وتنبأ بعهد جديد يقام بين الله والانسان ..
ارميا تعنى " يهوه يؤسس أو يثبت " وربما تعنى " يهوه يرفع او يمجد " ...
ففى احلك الفترات ظلاما بينما كان اسرائيل مسبيا ويهوذا فى طريقه الى السبى جاء ارميا قبل الرب يعلن ان الله يود ان يؤسس شعبه ويثبته , ويرفعه ويمجده ان عاد اليه بالتوبة من كل القلب ..
ويرى البعض ان ارميا تعنى " الرب قذف " بمعنى ان الله قزف بالنبى الى عالم معاد له , او القى بالآمم تحت الحكم الالهى بسبب خطأ ....
ولد ارميا فى منتصف القرن السابع ق.م فى اواخر عصر الملك منسى المرتد , من عائلة كهنوتية تقطن فى قرية صغيرة تسمى عناثوث ... تكرس ارميا للعمل النبوى قبل ولادته .. ودعى بواسطة رؤيا وهو صغير السن .. حاول ان يهرب من الدعوة الالهية ليس رغبة فى التخلى عن الالتزام بالخدمة , وانما لشعوره بعدم خبرته فى التعامل مع الاخرين , لكن الله لمس فمه ووهبه كلمته , واقامه على ممالك وأمم لكى يقلع ويزرع ويبنى ..
لقد اعلن له الله انه سيقاوم من القادة والشعب لكنهم لن يغلبوه " 1 : 4- 10 " .. وكان حساسا للغاية ورقيق المشاعر .. عاطفيا الى ابعد الحدود .. ولكنه قوى لا يعترف بالضعف .. ولا يتراخى فى اعلان النبوة مهما كلفه الامر ... عاش باكيا لكنه غير هزيل ولا متراخ فى جهاده .. ودعى " ايوب الآنبياء " بسبب الالام والضيقات بسبب جراءته :
رفضه شعبه ورذلوه " 11 : 18-21 " ...
خانه اخوته " 14 : 13 - 16 , 28 : 10 - 17 " ...
ضرب ووضع فى حفرة عميقة " 20 : 1-2 " ...
هدد بالقتل " 26 : 8 , 36 : 26 " ...
سجن واتهم بالخيانة الوطنية " 32 : 2 , 3 , 37 : 11 - 15 " ...
وضع فى جب ليموت " 38 : 6 " ...
قيد فى سلاسل " 40 : 1 " ...
احرقت بعض نبواته " 36 : 22-25 " ...
حمل الى مصر قسرا وهناك رجمه شعبه ....
دعى نبى القلب المنكسر " فقد كسرت رسالته الثقيلة قلبه " 9 : 1 " ...
سارت كلمة الله فى عظامه كنار ملتهبة " 20 : 9 " ...
** ارميا **
-------------
1- كان ارميا يترجى ان يدخل بمملكة يهوذا الى التوبة لكى يتجنب كارثة السبى البابلى وذلك كما فعل اشعياء النبى قبله بقرن مشتاقا ان يعين اسرائيل لتجنب السبى الاشورى .
2- يعلن قضاء الله وتأديباته خاصة بواسطة السبى .. كما يكشف عن مراحم الله وترفقه بأرجاعهم عن السبى ومعاقبة من سبوهم ومن شمتوا بهم من الامم فى اليأس , مدركين ان سر الغلبة او الهزيمة هو فى داخلهم بالالتقاء مع الله واهب النصرة او كسر الميثاق معه .
3- ان كانت كلمات السفر موجهه بالآكثر الى ايام النبى غير انها هى اعلانات الهية لايحدها زمن .. موجهة الى البشرية فى كل جيل ... يفهمها المعاصرون من خلال عمل المسيح الخلاصى للتحرر من سبى ابليس وتحطيم مملكة الظلمة من داخلنا ... اشترك اغلب الانبياء فى الاغراض السابقة بطريقة او بأخرى لكن حمل كل نبى اتجاها معينا فى كتاباته ..
اهتم عاموس النبى بالجانب السلوكى ..
ركز هوشع على احساسات الحب الشحصى الذى يربط الله بشعبه ..
تحدث اشعياء النبى الانجيلى عن الله كضابط الشعوب بطريقة فائقة ...
اما ارميا النبى فركز على الاتى :-
1- الحاجة الى الرجوع الى الله .
2- الحاجة الى اصلاح القلب الداخلى .
3- الله هو سيد التاريخ يعمل لخير البشرية كلها .
4- خطب الله اسرائيل " كنيسة العهد القديم " عروسا له , لكن الحاجة الى عهد جديد .
5- الحاجة الى المسيا البار ليحقق الخلاص .
جاء السفر مرتبا ترتيبا موضوعيا وليس تاريخيا .. اما تكرار بعض العبارات فجاء ضروره حتمية .. لان السفر فى غالبيته مجموعة عظات القاها النبى فى مناسبات متكررة ومتشابهة فى ايام ملوك مختلفين ..
بركة وشفاعة قديس هذا السفر ارميا النبى تكون معنا امين .
اذكرونا فى صلوتكم مينا خيرى