*** دراسة مبسطة لسفر ملاخى *** سفر ملاخى:
ينتمى إلى مجموعة الأسفار التى يصنفها الدارسون تحت عنوان " الأنبياء الصغار " .. وهى إثنى عشر سفراً ، سميت بهذا الإسم ليس بسبب صغر شأن هؤلاء الأنبياء بين بقية النبياء فى العهد القديم ، ولكن لصغر حجم نبواتهم المكتوبة .
زمن كتابته:
" ملاخى " من أنبياء فترة ما بعد السبى . وقد كُتب هذا السفر فى هذه الفترة ، حيث كان الشعب قد عاد على يد نحميا وعزرا الكاتب اللذان إهتما بإعادة بناء أورشليم والهيكل إعادة العبادة الهيكلية من أجل البناء الروحى للشعب . وكانت أحداث هذا السفر أثناء غيبة نحميا فى شوشن القصر حوالى عام 433 ق.م .
أقسام السفر:
1) الجانب الوعظى (ص 1 ، 2)
سفر ملاخى سفر أبوى ، ملىء بتساؤلات الله للإنسان وحواراته مع شعبه ومع كهنته فى صبر وطول أناة كأب حقيقى وسط أبناؤه يتحاور معهم حتى يعرفهم أخطاؤهم ليتوبوا عنها .. يبدأ حديثه معهم بإعلان حبع وأبوتع مطالباً إياهم بكرامة الأب وهَيبة السيد .. " الابن يكرم اباه والعبد يكرم سيده فان كنت انا ابا فاين كرامتي وان كنت سيدا فاين هيبتي " (ملا1: 6) ..
تعالوا معى نتأمل فى هذا الحوار الأبوى بين الله وشعبه وكهنته لتعرفوا ما مدى طول أناة الله علينا .. صعب على الله أن يرى شعبه وكهنته يخطئون ، ولكن الأصعب هو أن نخطىء ولا ندرك ولا نعى أخطاؤنا ومدى إهانتا لله بأفعالنا ! ..
أحببتكم .. بم أحببتنا ؟! (1: 2)
يعلن الله محبته العملية للشعب بإعادتهم من السبى ، لكنهم عادوا يردون الحب بالجحود والعود إلى النجاسات.
أيها الكهنة المحتقرون إسمى .. بم إحتقرنا إسمك ؟! (1: 6)
كانت وصية الرب أن ما يقدم كذبيحة يكون بلا عيب ، لكنهم إحتقروا وأهانوا الله بتقديمهم ذبائح معيبة من أعمى وأعرج وسقيم ..
تأمل فيما تقدمه لله لأننا كثيرا ما نقدم ذبائح معيبة ؟!
لا يُقبل المُرضى من يدكم .. لماذا ؟! (2: 13)
حتى إن قدموا ذبائح مرضية من جهة إستيفائها لشروط الذبيحة المقبولة ، لن يقبلها منهم الله بسبب خيانة الأزواج لزوجاتهم وتزوجهم ببنات إله غريب ! .. الله يعتبر الزوجة التى يتركها زوجها إبنته ، وهو الشاهد بين الزوج وزوجته . معلناً كراهيته الشديدة للطلاق .
لقد أتعبتم الرب .. بم أتعبناه ؟! (2: 17)
أكثر ما يتعب الله أن ير ى أولاده فاقدين للقدرة على التميين بين الخير والشر ، وبين ما يرضيه وما يغضبه قائلين " كل من يفعل الشر فهو صالح فى عينى الرب وهو يسُر بهم . أو أين إله العدل ".
ارجعوا إلىَّ أرجع إليكم .. بماذا نرجع ؟! (3: 7)
الله دائماً يطلب الضال ويسعى لاسترداد المفقود ، يريدنا أن نرجع إليه لنتمتع بالمجد المعد لنا وهو فى ذلك يهيىء لنا كل سبل الخلاص والعودة.
إنكم سلبتمونى .. بم سلبناك ؟! (3:
العشور والتقدمة حق للرب ، إن لم نعطهم للرب نكون سالبين له !! .. " هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام و جربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماوات و أفيض عليكم بركة حتى لا توسع " (3: 10)
أقوالكم اشتدت علىَّ .. ماذا قلنا عليك ؟! (3: 13)
أن نتكلم بأقوال باطلة على الرب فى ضعف وعدم إيمان والتشكيك فى جدوى العبادة والتقوى والإلتصاق بالله، فهذا منتهى الدينونة إذا نشهد على أنفسنا بأننا لا نعرف إلهنا حق المعرفة !! .. " قلتم عبادة الله باطلة وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره و أننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود. والآن نحن مطوبون المستكبرين وأيضا فاعلو الشر يبنون بل جربوا الله و نجوا " (3: 15).
+ .......................................+
2) الجانب النبوى (ص 3 ، 4)
فى الإصحاحين الثالث والرابع ، نجد نبوات صريحة عن مجىء السيد المسيح وعمله الخلاصى:
أولاً: مجيئه ..
" هانذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود " (3: 1) . وهو وعد مفرح بإرسال يوحنا المعمدان كملاك يهيىء الطريق للرب ، وقد دعى السيد المسيح أيضاً " ملاك العهد" .
ثانياً: عمله ..
يطهر الكهنوت اليهودى بإقامة خدمة العهد الجديد " و من يحتمل يوم مجيئه و من يثبت عند ظهوره لأنه مثل نار الممحص و مثل اشنان القصار " (3: 2)
ثالثاً: إشراق شمس البر ..
" تشرق شمس البر و الشفاء في اجنحتها " (4: 2) .. ومجىء يوحنا المعمدان بروح إيليا كسابق للسيد المسيح " هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف" (4: 5) .
اعداد: مين خيرى