عدد الرسائل : 408 العمر : 36 الموقع : http://elbatel.clictopic.com تاريخ التسجيل : 04/12/2007
موضوع: خطاب شخصى إليك الإثنين أغسطس 18, 2008 11:42 pm
كل شخص منا جاء له خطاب من صديق او زميل او من اهله اذا كان مسافر وعندما يصل الخطاب الينا واذا كان من شخص نحبوة نكون فارحين هل فكرت ماذا يحدث اذا جاء للك خطاب من ابيك السماوى ماذ سوف تفعل هاهوة خطاب من ابيك السماوى
ياابنى المحبوب ... محبة أبدية أحببتك ، فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك ، و سكبت عليك من نعمتى ، و من خيراتى رزقتك و وهبتك الحكمة ، قدتك فى أمور عسيرة ، دبرت أمورك ، جعلتك فرحاً سعيداً فى مواقف متعددة ، قويتك فى الضعف و من مآزق كثيرة أخرجتك ،علمتك ، أرشدتك ، نصحتك .. و هذا كله لاشى أمامى ، فلا تشكرنى عليه .. لان محبتى تلزمنى أن اعمل هكذا من أجلك .
أهنتنى ، شتمتنى ، كذبت على ، فكرت بالسوء ضدى ، أحتقرتنى أمام الناس ، صغرتنى فى عيون أعدائى ، كنت وضيعاً فى نظرك فجدفوا على بسببك ، تركت طرقى المخلصة لك ، قاومتنى ، كلفتنى أن احتمل مالم أنتظره منك،أخزيتنى ... هذا كله لا أحسبه عليك – إذا أفقت لنفسك ورجعت عن طريق الهلاك – لانك تفعل ذلك بجهل ، حتى و لو كنت تظن فى جهالتك إنك أحكم البشر .
نزلت من سمائى آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس ، و إذ وجدت فى الهيئة كإنسان ، أفتقرت و أنا الغنى ، جعت و لم أجد ما أسد به رمقى و أنا صانع الخيرات ، عطشت و لم أجد من يسقينى و أنا خالق الانهار . جعلت للثعالب أوجرة و لطيور السماء أوكار ، و أنا لم يكن لى أين أسند رأسى ، رثيت لحالك ،
بكيت عليك كثيراً ، جاهدت من أجلك ، قبض على و حوكمت ظلماً و حسداً مع إنى لم أفعل شراً و لم يكن فى فمى غش .
توجوا بالشوك رأسى ، سخروا منى ، بصقوا فى وجهى ، ضربونى على رأسى بالقصبة ، إنغرس الشوك فى جبينى ، و على خشبة العار صلبونى ، ثقبوا يدى و رجلى و أحصوا كل عظامى . كشاة ساقونى للذبح ، و كنعجة صامته أمام جازيها ، لم افتح فمى و كأنى قطعت من أرض الاحياء ، و كالماء إنسكبت ، صار قلبى كالشمع ذاب وسط أمعائى ، يبست مثل شقفة قوتى ، لصق لسانى بحنكى ، سقونى الخل و المر ، لعنونى فباركتهم ، طلبت لهم غفراناً و رحمة ، فتشت عن أحبائى فلم أجدهم ، الكل تركونى .. هذا كله إحتملته من اجل خلاصك لأنى أحبك ، فهل تقبل محبتى ؟
إقترب منى ، فأنا أبيك الحنون ، و أرجوا سلامتك ، و اشتاق لعشرتك لانها طيبة و حلوة لقلبى ، فأنت منذ تركتنى و أنا أترقب عودتك لان لذتى مع بنى الانسان . تعال إلى فقد أتيت
لتكون لك حياة و ليكون لك أفضل ، سلمنى قلبك أرده لك جديداً ، أعطنى حياتك لأنقلك من الظلمة إلى النور ، و من الموت إلى الحياة .
أجعلك ابناً لله ووارثاً معى فى مجدى و ملكوتى ، يتحول نوحك إلى فرح ، و يأسك إلى رجاء ، حزنك إلى
تعزية ، و خوفك إلى سلام ، وأضع ترنيمة جديدة فى فمك . أعولك و فى ايام الجوع أشبعك ، فلا تخشى من خوف الليل ، و لا من سهم يطير فى النهار ، و لا من وباء يسلك فى الدجى ، و لا من هلاك يفسد فى الظهيره .
يسقط عن يسارك ألوف و عن يمينك ربوات و أما أنت فلا يقتربون
إليك ، لأنى معك فأنجيك و أحيط بك و أضمك الى قلبى ، وأضع شمالى تحت رأسك و يمينى تعانقك .. أحميك من عدو الخير ، وأرد سهامه الى قلبه ، و أسحقه تحت قدميك .. أملأ حياتك بأيام صالحه مباركة سعيده و الى مجدى آخذك .