حقائق بسيطة
إن شخصية المسيح تختلف عن باقي البشر في أمور كثيرة، نذكر منها:
1. النبوات التي جاءت عنه:
منذ فجر التاريخ تكلّم الله عن المسيح وعن مجيئه إلى هذا العالم، فأخبرنا عن ولاته، وعن أعماله، وعن موته وعن قيامته وصعوده إلى السماء. وقد تمّت أكثر من 300 نبوة في مجيئه الماضي. وهناك نبوات لا بد أن تتم، تُخبرنا عن مجيئه المستقبل حين سيأتي ليملك على هذه الأرض.
2. ولادته من العذراء:
ليس هناك شخص آخر في التاريخ وُلد من عذراء. ولا بد أنه هناك سبب مهم لولادته من العذراء. فالله لا يعمل معجزة مثل هذه لدون قصد أو سبب. فجميع الذين وُلدوا في هذا العالم، وُلدوا من أب بشري وورثوا طبيعة بشرية خاطئة. أما المسيح فوُلد بعمل إلهي عجيب. يقول الإنجيل المقدس أن جبرائيل الملاك أرسل من الله إلى العذراء مريم، وقال لها: "سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك. مباركة أنت في النساء." فاندهشت مريم، فقال لها الملاك: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا، وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً، وابن العلي يُدعى ..." فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟" فأجاب الملاك وقال لها: "الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله." وقد تنبأ النبي إشعياء قبل مجيء المسيح بحوالي 700 سنة وقال: "ها العذراء تحبل وتلد ابنا، وتدعو اسمه عمانوئيل." وكلمة عمانوئيل معناها "الله معنا".
3. عصمته من الخطيئة:
الكتاب المقدس: يُصرّح بكل وضوح أن جميع الناس أخطأوا. كما أنه يُدوّن لنا إعترافات الأنبياء ورجال الله الأتقياء بأنهم أخطؤا. فيقول داود النبي مثلاً: "أنا عارف بمعاصي، وخطيئتي أمامي دائماً. إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت." وقال إشعياء: "قد صرنا كلنا كنجس... وآثامنا كريح تحملنا" وقال: "كلنا كغنم ضللنا." وهكذا اعترف جميع الأنبياء والرسل. أما السيد المسيح فهو الوحيد الذي لم يفعل خطأ ولا مرّة واحدة. يقول عنه الإنجيل المقدس: "الذي لم يفعل خطية، ولا وُ جد في فمه مكر." وأيضاً أنه "ليس فيه خطيّة" وأنه "لم يعرف خطية" بل يصفه بأنه القدّوس البار. فالجميع ارتكبوا ذنوبا وأوزاراً أنقضتهم. أما المسيح ففعل في كل حين مشيئة الله تماما.
4. أعماله ومعجزاته:
لقد عمل المسيح أعمالا لم يعمل أحد مثلها، حتى أنه قال مرة: "لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعملها أحد غيري، لم تكن لهم خطية". أي لكان لهم عذر. لذلك قال أيضا: "وأما الان فليس لهم عذر في خطيتهم." فالمسيح شفى مرضى بلا عدد، وفتح أعين العميان، وطهّر الأبرص، وأعاد السمع للأصم. وأقام الموتى، وأسكت البحر وأمواجه الهائجة، وهدّأ الرياح العنيفة بكلمة منه.
كما أنه كان يواسي الحزين ويُخفف دموع الباكين، ويعيد الرجاء لليائسين. قال الرسول بطرس عنه لليهود الذين لم يؤمنوا: إنه "قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم تعلمون." وقال عنه أيضا "جال يصنع خيرا، ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، لأن الله كان معه." كانت كل أعماله لبركة الآخرين. لم يحمل سيفاً ولا رمحاً، بل قال عن نفسه أنه "لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليُخلّص."
5. أقواله وتعاليمه:
وكما أن المسيح انفرد بأعماله الجليلة ومعجزاته العجيبة، فقد انفرد كذلك بأقواله وتعاليمه التي لم يُعلّم أحد مثلها. حدث مرّة أن رؤساء الدين بين اليهود أرسلوا رجالاً ليقبضوا على المسيح. فلما سمع هؤلاء الرجال المسيح يُكلّم الجموع رجعوا إلى رؤسائهم، فسألهم الرؤساء: "لماذا لم تأتوا به؟"، أي لماذا لم تقبضّوا عليه؟ فأجاب الرجال وقالوا: "لم يتكلم قطّ إنسان مثل هذا الإنسان." كما علّمهم المسامحة والتضحية في سبيل الآخرين، وعدم الطمع، والاتكال على الله. وكان هو المثال الأعلى لكل الفضائل التي كان يُعلّمها للآخرين. فلم يكن هناك تناقض بين تعاليمه وسلوكه. قال مرّة: "تَعلّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم." وقال لتلاميذه: "من أراد أن يكون فيكم عظيماً، فليكن لكم خادماً." وقال عن نفسه أنه "جاء لا ليُخدم.، بل ليَخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين." وكان يدعو الناس إليه قائلاً: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين، والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم." كما قال: "لم آتِ لأدعو أبراراً (أي الذين يّدعون أنهم أبرار) بل خطاة (أي الذين يعترفون بأنهم أخطؤا) إلى التوبة." وعلّم المؤمنين أن الله هو الآب السمواي الذي يحبنا ويعتني بنا ولا يتركنا، ولا يحتقرنا، بل هو يُسرّ بنا حين نأتي إليه كأولاده بإيمان وثقة وأنه يصغي لصلواتنا.
6. موته وقيامته وصعوده إلى السماء:
إن موت المسيح هو حقيقة أكيدة تنبأ عنها الأنبياء مراراً كثيرة، ودونها لنا شهود عيان، لم تكن لهم أي فائدة شخصية في أن يكتبوا ذلك لكن الروح القدس أوحى إليهم، فسجلوا لنا تفاصيل موته، وكيف أنّها حققت ما تنبأ به الأنبياء قديماً. ولكن موت المسيح يختلف عن موت الآخرين. فالبشر جميعاً يموتون نتيجة لدخول الخطيئة إلى العالم. يقول الكتاب المقدس أنه "بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطيئة (جاء) الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع." ويقول أيضاً أنه "وُضعَ للناس أن يموتوا مرّة، ثم بعد ذلك الدينونة." ولكن المسيح لم يُخطىء ولم يستحق الموت. ولكنه مات طوعاً لأجل خطايانا. كما تنبأ إشعياء قبل مجيء المسيح بحوال 700 سنة، فقال: "كُلّنا كغنمٍ ضللنا، ملّنا كلُ واحدٍ إلى طريقه والرب وضع عليه (أي على المسيح ) إثمَ جميعنا." لذلك يقول الإنجيل المقدس: "ولكن الله بيّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا"، "البار لأجل الأثمة لكي يُقرّبنا إلى الله" وقال المسيح لتلاميذه، قبل موته، أنه سيموت ثم يقوم في اليوم الثالث. وهذا لم يكن ممكناً لأي شخص آخر أن يقوله ويعمله. وأخبرهم أنه سيصعد إلى السماء، وفعل ذلك أمام أعينهم.
7. نتائج الإيمان به:
يقول الكتاب المقدس عنه: "له يشهد جميع الأنبياء، أن كل من يؤمن به، ينال باسمه غفران الخطايا." ويُخبرنا أن الله أحب جنسنا البشري، حتى بذل المسيح من أجلنا "لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." وقال المسيح عن نفسه: "أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة." ويقول عنه الكتاب المقدس أنه "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أُعطيَّ بين الناس، به ينبغي أن نخلص." فمن الواضح أن هذا لا ينطبق على أي شخص آخر.
8. لاهوت المسيح:
من الواضح أن المسيح ليس مُجرّد إنسان، وليس مُجرّد رسول أو نبي. فالإنجيل المقدس يُخبرنا عن المسيح أنه كان منذ البدء، أي منذ الأزل ، وأن كل شيء به كان. لما كان المسيح على هذه الأرض، انفتحت السموات وجاء عليه صوت من السماء، وهو صوت الله، قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت." ويقول عنه الكتاب المقدس أنه من أجلنا صار إنساناً وحلَّ بيننا مملوءاً نعمة وحقاً." فهو جاء من السماء لكي يُفتش على الإنسان الهالك ليمنحه النجاة، والحياة الأبدية. هذا سرّ عجيب وجليل، لكنه الحق الذي يُعلنه الله بكل وضوح في الكتاب المقدس. فالكتاب يُسميه سرّ التقوى، إذ يقول: "عظيم هو سرّ التقوى: الله ظهر في الجسد." حقاً بهذا قد عرفنا محبة الله ونعمته. وكل من يؤمن بالرب يسوع المسيح ويقبله في قلبه ينال غفران الخطايا والحياة الأبدية. كما يقول الكتاب المقدس:
"هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 3: 16)
c.t.v