سؤال أتى في إحدى المنتديات يقول :
أنا لما كنت طفل وكنت اعترف كنت اخرج من عند أب اعترافي فرحان وسعيد جدا ولا اقدر أن أوصف لك شعوري وقتها
لكن حالياً صدقنى مهما اعترف بخطاياى الكتيرررررررررررررررررره
ببقى مش فرحان زى زمان
صحيح ببقى مبسوط وبحس براحه بس مش زى زمااااااااااااااااان
أحبائي الغاليين جداً في الرب يسوع والكنيسة الحية الجامعة الرسولية ؛ هذا السؤال قد يكون خاص بالكثيرين من الناس وهو يدور في فكر الكثيرين من جهة الخبرة ، لذلك أجيب على هذا السؤال أيضاً من جهة خبرة حياة التوبة والإرشاد الآبائي السليم :
في الطفولة كنا نسعد سعادة الطفولة البريئة جداً ، والتي تشعر دائماً بأقل فرح كأنه سعادة كبيرة دون تمييز ، كما يفرح طفل ويسعد بقطعة شيكولاتة مقدمة من الأب أو الأم ويشعر أنها شيء عظيم امتلكه ، دون أن ينظر لمقدمها إنما ينشغل بها وينحصر فيها لأنها تلذذه لذة مباشرة ؛ ولكن متى كبر فأن فرحه يتبدل لأنه يجد أن العطية نفسها ليست هي الفرح الحقيقي ولا من تلذذ النفس لأن تأثيرها ظاهري حسي ، بل الفرح الحقيقي ، هو في من قدمها له ؛ الأب أو الأم ، اللذان هما المصدر الحقيقي وراء إسعاده ...
وهكذا الحال بالنسبة للاعتراف ، فكثيرون يشعرون بالفرح النفسي بمجرد أنه سرد الخطية ، ولكن الفرح لا يأتي كمجرد حس نفسي ، بل من الروح القدس حينما نعود لشركة الله الحلوة ، فالفرح يأتي من قوة غفران الله والعودة لشركة الثالوث القدوس ، فنحن حينما نعترف ليس القصد إننا نريح الضمير أو أن نكف عن الخطية هذا فرح خاص من جهتنا ، أي من جهة أن النفس تشعر بالحرية وأن لا خطية متسلطة عليها ، كالشيكولاتة التي يتلذذ بها الطفل بفرح ...
أما السعادة الحقيقية المصحوبة بفرح سماوي هي : أن نحيا في شركة الثالوث القدوس ، فليس مجرد أننا اعترفنا أو تخلصنا من الخطية ، نفرح من أجل حرية النفس ، بل الهدف الحقيقي هو عودة حياة الشركة مع المصدر الحقيقي لفرح النفس !!!
فلا تتعجل الفرح العميق الذي من الله ، ولكن عاود الشركة مع الله في الصلاة وقراءة الكلمة لأن هذا هو نبع الفرح الحقيقي الذي لا ينزع من النفس ...
ولننتبه لخبرة الفرح في الكتاب المقدس :
+ فرح الراعي بعودة الضال : " و يأتي إلى بيته و يدعو الأصدقاء و الجيران قائلا لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال " (لو 15 : 6)
+ فرح أن أسماءنا كتبت في السماوات: " و لكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات " (لو 10 : 20)
+ فرح الشركة والسلام : " أخيرا أيها الإخوة افرحوا أكملوا تعزوا اهتموا اهتماما واحدا عيشوا بالسلام و اله المحبة و السلام سيكون معكم " (2كو 13 : 11)
+ الفرح في الرب لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد فيه : " افرحوا في الرب كل حين و أقول أيضاً افرحوا " (في 4 : 4) – " افرحوا كل حين " (1تس 5 : 16)
+ الفرح بشركة الآلام مع المسيح وهي من أعظم الأفراح المقدسة جداً : " افرحوا و تهللوا لان أجركم عظيم في السماوات فأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم " (مت 5 : 12)
" افرحوا في ذلك اليوم و تهللوا فهوذا أجركم عظيم في السماء لان آباءهم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء " (لو 6 : 23)
" بل كما اشتركتم في ألام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مبتهجين " (1بط 4 : 13)
كل الأفراح تنصب في الشركة مع الله وحده ، وهذا هو الهدف الحقيقي وراء الاعتراف بالخطية التي كسرت العلاقة بين الله المحب ومحبوبة الإنسان ...
ولتصغي لكلمات ونصائح القديس الأب صفرونيوس :
[ + لا تطلب الغفران لكي تنجو من العقاب ، أي عقاب الخطية ، بل اطلب الغفران لكي تعود إلى الشركة في الثالوث الآب والابن والروح القدس .
+ عندما يقول الرسول " لا خوف في المحبة " ( 1يو 4: 18 ) ، فإننا يجب أن نتوب لا بسبب الخوف وحده ، حسناً أن يحركنا الخوف ويجذبنا نحو الله ، ولكن إن كان الخوف هو السيد والمالك ، فإننا لم ندخل الإيمان بعد .
+ لا تسلك سلوك الصبية الذين لا يتوبون حتى لا يحزنوا قلب الله ، بل اسلك سلوك البالغين الذين يتوبون بسبب محبتهم لله .
+ التوبة هي طريق الحياة الجديدة في يسوع المسيح . ومَن يظن أنه إذا حدد ما هي التوبة فإنه قادر على التوبة ، هو مثل من يشتري الصنارة ويظن أنه بشراء الصنارة سوف يصطاد السمك دون أن يجلس بجانب النهر ويلقي الطُعم وينتظر .
+ التوبة بدون صليب هي مثل من يملأ بطنه بالماء ويظن أنه الطعام الوحيد للحياة ، وهي توبة جوفاء ؛ لأن الصليب هو الدواء الذي يعطي لنا الحياة الباذلة ، ومن الصليب نأكل ثمرة شجرة الحياة أي جسد الرب ودمه
+ أعترف بخطاياك للرب أولاً قبل أن تعترف بها للأب الروحي ، لأنك تعترف للمخلَّص بما في داخلك ، وهو وحده القادر أن يرد لك الحياة . ]
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس
عن المئوية الأولى في التوبة
مترجم عن المخطوطة القبطية
آسف جداً للتطويل
أقبلوا مني كل تقدير بمحبة
النعمة معكم
على فكره انا نقله الموضوع ده من منتدى تانى وكان نفسى تتمتعوا بالكلام الجميل ده
ويارب يكون عجبكوا