مريم العذراء أو القديسة مريم العذراء
نسبةً إلى العهد الجديد من الكتاب المقدس ( في اليهودية الارامية מרים و معناه "المرارة" ، وبالعربية "مريم" ، وباليونانية Μαριάμ ، وفي السريانية " مارت أو مريم" ) . هي ام يسوع المسيح الناصري ، وكانت مريم مخطوبة إلى القديس يوسف في الوقت التي حَمَلت بيسوع ( متى 20-1:18 ، لوقا 1:35) . والدي مريم كانا بحسب التقليد الكنسي القديس يواكيم و القديسة حنّة . وحسب ماورد في انجيل لوقا ، بأن مريم التي مازالت عذراء في ذالك الوقت تم اخبارها عن طريق الملاك جبرائيل بأنها حامل بيسوع المسيح بواسطة قوة الروح القدس. يٌكرم الدين المسيحي السيدة العذراء وخاصةً الكنيسة السريانية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستنتية بعض جماعاتها والاسلام. والنظام اللاهوتي المختص بمعرفة العذراء مريم يسمى " اللاهوت المريمي". يحتفى بتذكار ميلاد السيدة مريم العذراء في الكنيسة الارثدوكسية والكاثوليكية والكنيسة الانكليكانية "الانكليزية" في 8 أيلول . والكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية تحتفل بتذكارات اخرى تكريما للعذراء مريم.
الاسماء التي تعطى لمريم العذراء
اكثر الاسماء شيوعا التي تٌعطى لمريم هي مريم العذراء المباركة أو سيدتنا. وتعطى هذه الاسماء عن طريق الكنيسة الارثوذكسية والتقليد في الكنيسة الكاثوليكية مثل كلمة "ثيوتيكوس ", وقد تم الاقرار بهذا الاسم عن طريق المَجمَع المسكوني الثالث الذي عٌقد في افسس عام 431 ضد تعليم نسطور . كلمة "ثيوتيكوس " تعني " والدة الله " وحرفيا " التي حَمَلَت بالله المتجسد" . وهذا الاسم استخدم لاهوتياً ليدل ويؤكد ان الطفل الذي ولدته مريم هو يسوع المسيح الذي هو الله المتجسد . وان كنيسة الاباء لم تتردد ابداً من تسمية مريم كوالدة الله
الاسماء التي تٌعطى لمريم :
اكثر الاسماء شيوعا التي تٌعطى لمريم هي مريم العذراء المباركة أو سيدتنا. وتعطى هذه الاسماء عن طريق الكنيسة الارثدوكسية والتقليد في الكنيسة الكاثوليكية مثل كلمة "ثيوتيكوس ", وقد تم الاقرار بهذا الاسم عن طريق المَجمَع المسكوني الثالث الذي عٌقد في افسس عام 431 ضد تعليم نسطور . كلمة "ثيوتيكوس " تعني " والدة الله " وحرفيا " التي حَمَلَت بالله المتجسد" . وهذا الاسم استخدم لاهوتياً ليدل ويؤكد ان الطفل الذي ولدته مريم هو يسوع المسيح الذي هو الله المتجسد . وان كنيسة الاباء لم تتردد ابداً من تسمية مريم كوالدة الله.
مريم العذراء في العهد الجديد :
الملاك يبشر مريم بأنها ستكون والدة المسيح
لم يٌذكر الكثير عن تأريخ مريم الشخصي في العهد الجديد. كانت مريم من اقارب اليصابات التي هي من نسل هارون و كانت زوجة زكريا الكاهن (لوقا 1:5 ، 1:36) . سكنت مريم في مدينة الناصرة في الجليل مع ابويها و قد تم خطبتها إلى رجل يدعى يوسف من بيت داوود ( لوقا 1:26). يقول بعض الدارسين المحافظين من المسيحيين بأن مريم هي ايضاً من نسل داوود. خلال فترة خطوبة مريم - المرحلة الاولى في الزواج عند اليهود - ، ظهر الملاك جبرائيل لمريم وقال لها بانها ستكون ام المسيح المنتظر وستحبل به بواسطة الروح القدس ( البشارة ، لوقا 1:35). عندما عَلَمَ يوسف بحمل مريم بحلم "حيث ظهر له ملاك من الله" تفاجأ كثيرا ، ولكن الملاك اخبرهٌ بأنه يجب ان لا يخاف ان ياخذ مريم زوجة لهٌ ، فهكذا فعل. وبذلك تمت مراسيم الزواج (متى 25-1:1 .
عندما قال الملاك لمريم بأن قريبتها اليصابات (أم يوحنا المعمذان) حملت بمعجزة ايضاً ، فأسرعت مريم لزيارة اليصابات ، حيث كانت تعيش مع زوجها زكريا في مدينة من مٌدن يهوذا على الجبل ( لوقا 1:39).
وعندما وصلت مريم عند اليصابات حيتها اليصابات وقالت " من اين لي هذا ان تأتي الي ام ربي " وعندها انشدت مريم نشيد الشكر ( لوقا 54-1:46) ويعرف هذا النشيد بالتعظيم حيث هذه كانت الكلمة الاولى بالاتينية. بعد ثلاثة أشهر عند اليصابات عادت مريم إلى بيتها (لوقا 57-1:56) . نسبةً إلى إنجيل لوفا ، امر القيصر الروماني اغسطس بأحصاء سكان الامبراطورية ، لذلك تَطَلَبَ من يوسف ومريم ان يذهبا إلى مدينة بيت لحم للتعداد. بينكا هم هناك ، تم ولادة يسوع المسيح ولانه لم يكن لهما مكان في الفندق ، ولد مريم في مغارة للحيوانات واستخدمت ساقية اطعام الحيوانات كمذود للطفل. بعد ثمانية ايام من الولادة ، تم ختان الطفل وسٌمي يسوع – حسب التعليمات التي اعطاها ملاك الرب ليوسف بعدما بَشَرَ مريم -. وهذه العادات كانت مرافقة لتقديم يسوع إلى الهيكل في اورشليم بحسب القانون الخاص بالمواليد البكر ، وهناك التقيا بسمعان . بعدها ذهبت العائلة إلى مصر ورجعوا من هناك بعدما مات الملك هيرودٌس ،و قد سكنوا في مدينة الناصرة ( متى 2).
على ما يبدو ، قد بقيت مريم في الناصرة لمدة ثلاثين عاماً خالية من الاحداث . نرى ذكر مريم في الحياة المبكرة ليسوع في العهد الجديد . عندما اصبح يسوع ابن الثانية عشرة ، نرى انه فارق مريم ويوسف عندما كانا في طريق العودة من اورشليم حيث كانا هناك بمناسبة عيد الفصح ، وبعدها وجدوه بين المعلمين في الهيكل (لوقا 52-2:41). وربما في هذه الفترة أي بين هذا الحدث و بدء رسالة يسوع العلنية ، اصبحت مريم ارملة ، حيث لم يذكر يوسف بعد.
بعد معمودية يسوع عن طريق يوحنا المعمدان وتجربته بواسطة الشيطان في الصحراء ، كانت مريم مرافقة ليسوع عندما صنع معجزته الاولى في عرس فانا الجليل فحول الماء إلى خمر بطلب من امه (يوحنا 11-2:1) . ولاحقاً نرى ان مريم كانت موجودة مع اخوة يسوع (يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا) واخواته (متى 56-13:54 و مرقس 6:3 و اعمال الرسل 1:14). وان مريم العذراء كانت مرافقة للمسيح عند الصلب وكانت واقفة عند الصليب مع التلميذ الذي كان المسيح يحبه ، واخت مريم " مريم زوجة كلوبا " ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِى، وَسَالُومَةُ ( متى 27:55 و مرقس 15:40) ، ومريم المجدلية ( يوحنا 26-19:25) وفي إنجيل ( متى 56-27:55) يضيف مريم ام ابني زبدي "ممكن ان تكون سَالُومَةُ التي ذٌكرت في مرقس 15:40 ) وبعض النساء الذين تبعن يسوع من الجليل ليخدمنَهٌ ( اقرأ متى ومرقس). وبعد الصلب احتضنت مريم جثة ابنها يسوع . في اعمال الرسل وبعد صعود السيد المسيح إلى السماء نرى حوالي 120 شخص قد تجمع في العلية وقد تم اختيار متياس بدل يهوذا الاسخريوطي وقذ تم ذكر مريم بين الاثنا عشر تلميذ ( اعمال الرسل 26-1:12 وخاصةً اصحاح 14 حيث يقول ومريم ام يسوع واخوته ، ولكن لم يعطى اسمهم). وبعدها لم تذكر مريم في النصوص الكتابية ولكن يٌعتقَد بأنها المرأة المذكورة في سفر الرؤيا ( رؤيا 12:1) ، وان تأريخ وفاة السيدة العذراء غير مذكور وسوف نتكلم بهذا الخصوص لاحقا.
ولادة المسيح من مريم العذارء:
حسب عقيدة الرسل والاباء ، كلاهم يشير إلى مريم ب " مريم العذراء" . هذا يشير إلى الحبل بالمسيح عن طريق الروح القدس وليس بالجماع مع يوسف .بذلك ان مريم هي عذراء ، وقد اكد ذلك الارثوذكس والكاثوليك والكثير من البروتستانت . من لايؤمن بذلك يعتبر منشق عن الكنيسة المسيحية أو بتعبير اخر هرطوقي . المسيحية القديمة (السريان الارثوذكس والكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية) ، تٌعلم بأن مريم بقيت عذراء قبل وخلال وبعد الحمل . بعض الانجيليين يقولون الشيء ذاته ، لكن البعض الاخر يقولون بأن مريم كانت عذراء حتى بعد ولادة المسيح ، وحسب اعتقادهم بأنها حبلت باولاد بعد المسيح من يوسف. حسب التعليم الارثوذكسي هو ان كلمة اخوان المسيح هو يدل على اقاربه أو اخوانه من يوسف " يٌعتَقَد من زواج سابق له" . والكنيسة الكاثوليكية توكد على دائمة البتولية.
البتولية الدائمة :
حسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والارثدوكسية بأن مريم العذراء بقيت بتول حتى بعد ولادة المسيح . ان الشك ببتوليتها جاء من الكلمة المذكورة في الانجيل " اخوة يسوع" ، ونرى ان من كان يدافع عن بتولية مريم قالوا بأن اللغة الارامية التي كان يستخدمها المسيح وتلاميذه كانت تفتقر لكلمة " أقارب" ، لذلك تم استخدام كلمة " اخوة بدلاً من أقارب ربما ولكن ايضا في زمن المسيح او في الشرع اليهودي انذاك اولاد العم والخال كان يقال عنهم اخوة. والبعض قالوا ان كلمة " اخوة" ربما جاءت بسبب وجود اولاد ليوسف من زواج سابق ، أي ان ليسوع اخوان من يوسف ( متى 13:56 ) وفي ( مرقس 6:3) نرى ان هناك ذكر لكلمة" أخواته " ايضاً ليس فقط " اخوته".
معظم قادة الحركة البروتستانتية من لوثر وزونجلي وكالفن وافقوا على بتولية مريم وكانوا ضد الذين شككوا بها. لكن في القرن 17, اختلفت الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية على نقاط مهمة ، وبدأ علماء اللاهوت البروتستانتيين بمناقشة عدم بقاء مريم بتولاً ،حيث ان " أخوة" يسوع هٌم كانوا اخوته من مريم ويوسف بعد ولادته. ومعظم البروتستانتيين اليوم يرفضون مبدأ البتولية الدائمة لمريم. لم يجدوا نصاً يدل على عدم وجود أبناء لمريم ، واضافةً لمقولتهم بأن كان ليسوع اخوة لم يجدوا نصاً يدل على بتولية مريم الدائمة . لكن بعض المقترحين قالوا بأن هناك نصاً ضمنياً يدل على ان لم يكن ليسوع اخوة وأخوات ، حيث نرى ان عند الصلب لم يكن هنال سوى مريم وتلميذه يوحنا ، وقد أوصى يسوع يوحنا بأمه ، وقالوا بأن لو كانت لمريم عائلة لأخذها اقاربها اليهم. لذلك ائتمن يسوع امه عند تلميذه الحبيب يوحنا. ويعتقد الاسلام بان مريم ضلت بتولة طيلة فترة حياتها.
انتقال مريم إلى السماء بالجسد:
انتقال مريم العذراء إلى السماء ، يوضع على مثال قيامة ( انبعاث) الجسد . ان هذا الاعتقاد هو في اللاهوت المسيحي وجاء من التعليم الديني للاباء.
1ـ في التعليم السرياني (الارثوذكسي): ان مريم العذراء ماتت وبعد موتها ودفنها ، لم تٌبعث من بين الاموات لكن جسدها وبصورة عجائبية نٌقل إلى السماء . مثل حنوك "ابن قايين" والنبي ايليا. هذا الاحتفال يسمى الانتقال إلى السماء في التعليم الارثوذكسي (واخص بالذكر حادثة توما الرسول وهذه الحادثة مذكورة في التقليد الكنسي حيث ان توما الرسول لم يكن عند وفاة العذراء فلاقاها في الجو واعطته الزنار ، وعند اجتماعه بالرسل قالو له انك لم ترى العذراء فقال لهم شاهدتها وهي تصعد السماء وهذا الدليل ففتحو القبر وشاهدوه فارغا . وزنار العذراء موجود اليوم في كنيسة ام الزنار بجمص) ويٌحتفل به في الخامس عشر من اب ويقام صوم قبل الاحتفال بأربعة عشر يوما ، حيث يٌصام عن اللحم و منتجات الالبان . هذا الصوم هو رابع الاصوام في السنة الليتورجية بعد الصوم الكبير " قبل عيد الفصح" وصوم ماقبل عيد ميلاد السيد المسيح . هناك صوم متغير من 2 اى 6 اسابيع قبل الاحتفال بذكرى القديسين بولس وبطرس . الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الانتقال في الثاني والعشرين من اب.
2ـ الاعتقاد الكاثوليكي: الايمان بأنتقال العذراء بالنفس والجسد قد تم اعلانها كعقيدة ثايتة عن طريق البابا بيوس الثاني عشر حيث قال في الدستور الرسولي " نحن نعلن بواسطة وحي الهي بأن بعد اكمال المحبول بها بلا دنس الخطيئة الاصلية – العذراء مريم – حياتها الارضية ، نٌقلَت إلى السماء بالنفس والجسد . من يحاول ان ينكر هذه العقيدة –لا سمح الله- ، فليعلم بأنه قد سقط من القانون الالهي والكنسي الكاثوليكي". هذا مثال على العصمة البابوية . قد ثم الاعلان على الاحتفال بأنتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد في الخامس عشر من اب
خلاصة القول: الشريعة الرسولية الثابتة لم تٌكتب لتضغط على قضية فيما اذا مريم ماتت او لا ، قبل انتقالها إلى السماء ، حيث لايوجد أي استناد لاهوتي لذلك " ان حقيقة موت السيدة العذراء هي حقيقة مقبولة من الاباء واللاهوتيين، وان لمريم جسد بشري ذو طبيعة مائتة كما كان لابنها يسوع ". عودة إلى التأريخ الكنسي ، ورفض مبدأ عدم موت السيدة العذراء ، وقال بانها نققلت إلى السماء بعد مماتها الجسدي.