هيرودس الكبير

يسجل الكتاب المقدس التاريخ، سواء عن الناس أو الأحداث أو الأماكن، وقد أثبت أنه سجل دقيق يعتمد عليه. وتؤيد السجلات التاريخية الأخرى ما جاء في الكتاب المقدس من تفاصيل عن حياة الكثيرين من المشهورين، وأحد هؤلاء المشهورين رأس العائلة الهيرودسية، وهو هيرودس الكبير.
يشتهر هيرودس بالمدن الكثيرة التى بناها، وببناء الهيكل الفخم في أورشليم، ولكنه أيضا قضى على أناس كثيرين، فلم يُظهر شيئاً من العظمة سواء في تصرفاته الشخصية أو في أخلاقه، فقد كان عديم الرحمة في حكم بلاده، وقد أدى سوء ظنه وحسده إلى قتل عدد كبير من أولاده، كما إلى قتل زوجته مريامن.
لقد خلعت عليه روما لقب "ملك اليهود"، ولكن الشعب اليهودي لم يقبل هذا أبداً، فهو لم يكن من نسل الملك داود، كما أنه كان نصف يهودى. ومع أن شعب بني إسرائيل استفاد من جهود هيرودس الضخمة في إعادة بناء الهيكل في أورشليم، إلا أنه لم يكسب إعجابهم لأنه بني أيضا الكثير من المعابد الوثنية، وقد باءت كل محاولات هيرودس لاكتساب ولاء الشعب بالفشل، لأنها كانت محاولات سطحية، فهو لم يكن وفيا إلا لنفسه.
ولأن لقبه الملكي لم يكن أصيلاً، فقد كانت تقلقه على الدوام، فكرة فقدان عرشه. وتصرفاته حيال ما سمعه من المجوس عن بحثهم عن الملك الجديد، تتفق مع كل ما نعرفه عنه، فقد عزم على معرفة مكان الصبي وقتله قبل أن يصبح قادراً على تهديد مركزه. كما قتل الأطفال الأبرياء، الذي أعقب ذلك درس مأساوي عما يمكن أن يحدث عندما تكون الأنانية هي الدافع إلى التصرفات. ولم ينجُ من سوء ظنه حتى أفراد عائلته، فكانت حياته مدمرة له.
صلوة من اجل اختكم
c.t.v