منتدي ام النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ام النور

كنيسة السيدة العذراء مريم بالمناشي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لتكن مشيئتك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مجدى تامر

مجدى تامر


عدد الرسائل : 45
تاريخ التسجيل : 04/12/2007

لتكن مشيئتك Empty
مُساهمةموضوع: لتكن مشيئتك   لتكن مشيئتك Icon_minitimeالخميس ديسمبر 20, 2007 4:05 pm

لتكن مشيئتك


ياه ، يا له من قدر ، يا لمشيئتك يا إلهي " قالتها ( منى ) وهي تنظر لولديها مينا و مايكل وهما في حفلة تخرجهما من كلية الهندسة و الفرح يغمر كل خلية منهما ، ثم انسابت من عيني ( منى ) دمعة وهي تتذكر زوجها ( مراد ) الذي طالما رغب أن يرى هذا اليوم ، يوم تخرج مايكل ومينا من الكلية وحصولهما على البكالوريوس ، إنه حلم كل أب.
و تنهدت وهي تتذكر الماضي الأليم ، منذ عشرين عاما ، عندما عاد ( مراد ) من عمله و هو يشعر ببعض الآلام في بطنه ، ولكنه حاول أن يتناسى الأمر و هو يقبل ولديه الصغيرين.

يومها شعرت ( منى ) بالقلق الشديد على ( مراد) ولكنه طمأنها قائلا و هو يضحك : إن هذه الآلام بسبب معدته التي تعاني من كثرة الأكل ، أما هي فلم تطمئن بل طلبت منه أن يذهب للطبيب.

و في اليوم التالي ، و تحت إلحاحها الشديد ذهب للطبيب الذي عندما كشف على ( مراد ) ، قال له سنحتاج لبعض الأشعات والفحوصات ، وهنا ابتدأ ( مراد) يقلق ، فقد كانت لهجة الطبيب لا توحي بالخير.

و جاءت نتيجة الفحوصات مفزعة مؤلمة ، ورم خبيث بالكبد ، سرطان......

كم بقى لي من العمر يا دكتور ؟ قالها ( مراد) و هو يبكي بحزن شديد.

قال له الدكتور في تعاطف: الأعمار بيد الله .

قال ( مراد ) في لهجة أشد : كم يا دكتور ؟

قال الطبيب : حوالي سنة.

يومها غادر ( مراد) عيادة الدكتور وهو يترنح ولا يقدر أن يصلب طوله وأحس بظلام الدنيا قدامه ، لم يكن قد أخبر ( منى ) بحقيقة مرضه ، فلم يشأ أن يزعجها ولكنه في حاجة لشخص يريحه من عذابه ، في حاجة أن يفضفض لأحد فذهب لزوجته و قال لها كل شئ ....

بكت ( منى ) ، بكت بشدة و .....

و بعد أن تمالكت نفسها ، مسحت دموعها وقالت له : إذا كان باقي لك من العمر سنة واحدة ، فاحرص على أن تستغلها لتربح عمرك كله .

لم يفهم ( مراد ) ماذا تعني ؟ أما هي فأضافت بحزم رغم دموعها : إنها تجربة من الله لكي نستيقظ من الغفلة التي نحن فيها فقد ألهتنا الحياة بمتاعبها و مشاكلها عن حياتنا الروحية ، عن عمرنا القادم في الفردوس ، فنحن كل ما يشغلنا هو العمل والعمل فقط ، والمال لضمان مستقبل أولادنا ، فأنت يا زوجي العزيز تعمل من الصباح للمساء دون التقاط أنفاسك للسعي وراء المال من أجل مينا و مايكل ، وأنا كذلك لم يكن لي هم سوى الطعام واللبس والفسح والتعليم.....

لنقم من نومنا ونقترب من الله لنربح عمرنا ، الأطباء قالوا : إنه باقي من العمر سنة ، لنحرص على استغلالها.

وكانت هذه هي الكلمات السحرية التي غيرت من حال ( مراد ) ، فقد تاب توبة قويه وأحس بزوال الدنيا بعد ما أدرك أنه لا يبقى له سوى سنة واحدة ، و أنتظم في صلواته و قراءة الكتاب المقدس و حضور القداس كل يوم أحد ، وحاول أن يخدم في الكنيسة بكل قوته ، و أصبح يعطي أكثر من عشور أمواله للكنيسة وتبدل تماما مراد من النقيض للنقيض و مرت السنة سريعا و .......

كل هذه الأفكار دارت في رأس ( منى ) و هي تتذكر أحداث عشرين عام مضت و هي تنظر لـ( مايكل و مينا ) وانسابت دموعها مرة أخرى ، وهي تقول : " آه يا ( مراد ) ، كم تمنيت أن ترى هذا اليوم ، إنها مشيئة الله "

" نعم يا عزيزتي ، كم تمنيت أن أراه و قد سمح لي الرب بأن أراه " قالها ( مراد ) وهو يجلس بجانبها و يتأمل ولديه.

ثم قال لها: إنها إرادة الله أن أعيش كل هذا العمر ، أن أحيا حتى أرى هذا اليوم ، منذ عشرين عاما ظن الطب إن ما بقي لي من العمر سنة واحدة ، يا ليت الطبيب كان على قيد الحياة لكي يراني الآن وأنا حي و بصحة جيدة لأن روحي الملتصقة بالله رفعت هذا الجسد الضعيف و وجود الله في حياتي أعطاني قوة لانهائية أغلب بها المرض والألم واليأس والإحباط ، إنها معونتك يا إلهي لكل من يطلبك .... يطلبك لذاتك لا لعطاياك ، فكيف أستطيع أن أعبر عن شكري لك !



مراحمك يا إلهى هى كثيرة جدا


صلوا من اجلى
Exclamation اخوكم مجدى تامر Exclamation

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لتكن مشيئتك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ام النور :: القسم الكنسي :: قصة ..ومغزي..-
انتقل الى: