]++ السيدة العذراء مريم أم النور فى كنيستنا القبطية لها مكان خاص جدآ وعقيدتنا القبطية تجعل العذراء هى الملكة التى جلست عن يمين ملك الملوك يسوع.
وفى طقس كنيستنا تذكر أمنا العذراء فى المجمع سواء مجمع التسبحة أو مجمع القداس أو حتى فى التمجيدات الخاصة قبل جميع القديسين .
++ وعندما حدث فى الماضى جدال حول مكانة امنا العذراء مريم حسم المجمع المسكونى الثالث فى أفسس الذى أجتمع فيه جميع أساقفة العالم سنة 431 م والذى ترأسه البابا كيرلس الكبير بابا الاسكندرية والذى يدعى عمود الدين الامر فى وضع لقب العذراء التيؤطوكوس ؛(أى والدة الاله)
وهذا أعظم ما يقال عن العذراء مريم أنها والدة الاله فهى التى أتت للقديسين والانبياء بالمسيح الذى كانوا ينتظرونه عبر الزمان .
++ وتقول التسبحة السنوية :الاب أتطلع من السماء فلم يجد ما يشبهك أرسل وحيده وتجسد منك)
فالاب كان ينتظر أن يأتى زمان العذراء ويوجد من يستطيع أن يؤتمن على سر الخلاص.فمجد العذراء مريم فى أنها صدقت ما قيل لها من قبل الرب وأمنت وأحتفظت بسر الاسرار المكتوم منذ الازل عند الله .
الحقيقة أن السر الذى أحتفظت به القديسة مريم فائق لكل عقل وفكر ومنطق بشرى ,لقد ظل الله يعد ذهن الانسان قرون عديدة حتى يمكن أن يقبل ويصدق هذا السر العظيم أن العذراء تحبل وتلد ولكن العذراء القديسة وهى التى كانت معنية بهذه النبؤة وبهذا الترتيب الالهى العجيب هى تصدق مباشرآ وتقبل وتؤمن بما جاءأ ليها من كلمات الملاك جبرائيل :
فقالت مريم هوذا انا أمة الرب . ليكن لي كقولك . فمضى من عندها الملاك لو 1 : 38
بساطة فى الايمان وعمق ليس له مثيل فهذا السر سر ميلاد الله من العذراء حير ولازال يحير عقول البشر على مر الزمان .
فنجد على سبيل المثال سمعان الشيخ هذا الكاتب الذى كان مطلوب منه كتابة العهد القديم بأمر من الملك ,جاء عند نبؤة أشعياء التى تقول ها العذراء تحبل ةتلد أبنآ ويدعى أسمه عمانوئيل ,وقد توقف عقله وخاف من الملك أن يسأله كيف؟ تلد العذراء؟
وهو لا يجد عنده الرد المقنع فحاول أن يغير النبؤة ويقول ها الفتاة تحبل وتلد ولكنه شاهد رؤية وسمع أمر من الله أنه سوف يعيش حتى يرى بنفسه كيف أن العذراء سوف تلد وحذره من تحريف النبؤة وفعلآ عاش سمعان حتى صار شيخ كبير جدآ .
وأخير جاء يسوع وحمله سمعان على ذراعيه وأخذه فى حضنه وأمن وصدق الوعد ونادى بصوت عظيم :
الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لو 2 : 29
أم أمنا العذراء فقبلت بكل قلبها أن تكون هى العذراء التى تحبل وتلد بدون أن يعرفها رجل.
ولم تدافع عن نفسها بعد قبولها لسر التجسد بشهور .شعرت بحركة الجنين فى بطنها.
+ ياله من سر عجيب كيف كنتى تنامى يا أمى العذراء وأنتى تشعرى أن الله صار جنين فى بطنك.؟
+ما هى مشاعرك وأنت تحوى فى داخلك من لايمكن أن يحويه مكان أو يحده مكان.
+كنتى تنتظرى مثل أى أم طفلك بفرح وسرور ولكن من هو طفلك هذا أنه ملك الملوك ورب الارباب أنه ما تسجد له الملائكة وتسبحه الطغمات السمائية.
+كل الامهات يشاركها فرحها بمولدها البكر الاهل والاقارب ولكنك انت وحدك التى أحتفظتى بهذا السر وحتى الشخص الوحيد الذى هو مفروض مسئول عنك وهو القديس يوسف النجار قد شك فيك وأرد أن يتخلى عنك فى السر:
فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا مت 1: 19
ولكنك لم تدافعى عن نفسك ولم تبوحى له برؤية الملاك أو بشارة جبرائيل ولكن ظهر له الملاك فى الحلم وأخبره بالامر .
+ ولم جاء ميعاد ميلادك وشعرتى بطلقات الولاده لم يكن معك أحد سوى الملائكة وولدتى السر العجيب ,من تلد أبنها البكر يكون كل المحيطين بها والاحباب والاصدقاء فى خدمتها ولكن أنتى كنتى وحيدة بين الحيوانات وحتى السرير أبسط شيئ لمولد بسيط لم يتوفر بل وضعتيه فى مذود :
فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع
في المنزل لو 2 : 7
ماذا كان شعورك يا أمى العذراء بعد الولاده ,بعد أن قمطى الطفل يسوع ووضعتيه فى المذود وجلستى تتأملى منظره العجيب؟؟!!
هذا هو خالق السماء و الارض والبحر وكل ما فيه أمام عينك طفل بسيط مقمط فى مذود للحيوانات ولكن لم يهتز..أيمانك يا عظمة مجدك يا مريم .
+وماذا قولتى فى نفسك عندما أخذتى يسوع فى حضنك مثل أى أم وشعرتى بحنان الام وتحرك الطفل يطلب أن يرضع منك .ورضع من لبنك وأنتى تنظرى اليه يرضع منك . وأنتى متأكده أنه هو الله الذى يعطى طعام لكل جسد حى.
+ وعندما مرت الايام وكان ضرورى أن تهربى الى بلدنا مصر وهذا من حظنا أن تأتى الينا فى مصر ويتبارك منك ومن أبنك الاله كل مكان فى مصر.
ولكن ماذا كان يدور فى نفسك وأنتى تتنقلى من مكان الى مكان من محافظة الى الاخرى بتعب وشقاء , وانتى تعلمى جيدآ أن هذا الطفل الذى تحمله يدك هو الذى يحمل الوجود كله فيه. ما هذا النوع من الايمان الفائق ,مستحقة مستحقة مستحقة بالحقيقة أن تكونى أم أبن الله يا مريم.
+ عندما كان ينمو فى القامة والنعمة أمام عينك وأنتى تعلمى أنه الموجود قبل أن يكون هناك الوجود وقبل أن يكون هناك زمان
ماذا كنتى تردى على هذا العجب فى نفسك ؟
+وماذا عن الصليب؟؟!! عندما أخذك القديس يوحنا الى الصليب لتسمعى منه أخر كلاماته على الصليب قبل أن يسلم الروح .هل ممكن يوجد أم تتحمل ما تحملتيه يا أمى العذراء وأبنك وحيدك أمامك على الصليب فى هذه الصورة حقآ أنتى فريدة من نوعك فى كل الوجود.
+ ولما قام يسوع كنتى معهم وفرحتى بالقيامة معهم وحل الروح القدس عليك وأخير بعد عمر مقدس فى بيت يوحنا أسلمتى روحك فى يد أبنك وأستقبلتك السماء بمجد يليق بأم ابن الله لتجلسى عن يمن أبنك فى عرشه.
من نال ما نلتى يا مريم السلام لك يا مريم.
لانك أنتى أم أبن الله
السلام لك يا مريم يا قبة موسى .
السلام لك يا مريم يا شورية هارون.
السلام لك يا مريم يا قسط المن المخفى فيه يسوع.
السلام لك يا مريم يا فرح كل القديسين.
السلام لك يا مريم يا تابوت العهد الذى خشبه لا يسوس.
السلام لك يا مريم يا رفعة الصديقين.
السلام لك يا مريم العليقة التى رأها موس فى البرية,
السلام لك يا مريم يا باب حزقيال الذى دخل وخرج منه الرب وهو مغلق بحصون.
السلام لك يا مريم يا عصاه هارون التى أفرخت وأعطت ثمرآ.
السلام لك يا مريم التى تكلم عنها كل الانبياء,
السلام لك يا مريم يا فرح هبيل الصديق.
السلام لك يا مريم من جيل الى جيل والى أبد الدهور أشفعى فينا أمام الذى