الملك والفلاح

موضوع: الملك والفلاح الجمعة ديسمبر 14, 2007 7:33 pm

[justify]يحكى أن ملاك الرب ظهر فى حلم ذات ليلة لفلاح بسيط، يسير فى مخافة الله وقال له: "لقد وجدت نعمة فى عينى الرب إلهك، لأنك تسلك فى وصاياه بأمانة . وقد أرسلنى لك لأخبـرك أنــه يمكنــك أن تطلــب ثــلاث أمنيــات يحققهـا لك الـرب علـى الفــور. لكــن هنــاك شــرط واحــد، وهــو أن كــل طلبــة تنالهــا، سيعطى الــرب مثلهــا الضعــف لجــارك الذى يسكـن جنبــك". إستيقـظ الفـلاح من نومه وقص رؤيـاه علـى زوجتـه وإتفقا على أن يطلبا مـن المـلاك أن الماشية يمكنهما من العيش الرغد. وحالما طلب الرجل من الملاك أمنيته الأولى، سمع صوت الماشية تملأ فناء منزله الضيق،وطرقاته، حتى أنه لم يجد موضعاً لقدميه. لم يصدق الرجل وزوجتهما وطرقاته،
حدث لهما. وكاد قلباهما أن يتوقفا من الفرحة، وإنهمكا فى صلاة طويلة يقدمان فيها الشكر لله على عطاياه الجزيلة. وبينما الفلاح يتفقد الأرض أعلى التـل ليـرى أى مكـان يستطيع أن يبنى فيـه حظيـرة تسـع هذا القطيع، نظر إلى أسفل ناحيـة بيت جاره، فلمح قطيعـاً كبيـراً عبارة عن ألفى رأس من الماشيـة يمـلأ أرض جـاره. وسرعـان ما تحولت إبتسام الفلاح إلى عبوس، وعوض الفرح الذى يملأ قلبه، حلت الغيرة الشريرة مكانه، ونزل بسرعة من على التل ودخل بيته مكتئباً، ولم يستطع تناول عشاءه. دخل الفلاح إلى حجرة نومه، وألقى بجسده على الفراش محملقاً فى سقف الحجرة، غير قادر على نسيان منظر القطيع الكبير الذى إمتلكه جاره، وكيف أنه أكبر من قطيعه. وفى منتصف الليل، تذكر الفلاح كلام الملاك، بأن فى إمكانه أن يطلب 3 طلبات. وفى الحال طلب الفلاح طلبته الثانية. هذه المرة صلى الفلاح أن يرزقه الرب بطفل يحمل إسمه، حيث أنه لم يكن له ولد بعد. وما هى إلا أسابيع قليلة حتى حبلت زوجته، وولدت طفلاً جميلاً فرح به الرجل فرحاً عظيماً جداً. ومن فرحته دعا كل أصدقائه وجيرانه، ليحتفلوا معه بهذه العطية الإلهية التى إنتظرها طويلاً. وحضر إلى الحفل أيضاً جاره الذى سرعان ما أخبرهم بأن زوجته وضعـت تـوأم، وأنـه يدعوهم بدوره لحفل خـاص بهذه المناسبة السعيـدة، فـى اليـوم التالـى. وسرعـان ما إنقلب مزاج الفـلاح، وإمتـلأ قلبـه بالغيـرة والحقد من جاره، ولم يستطع هذه المرة أن يسيطر على هذه المشاعر المريضة، فوقف أمام الرب ليطلب طلبته الثالثة. هذه المرة طلب الفلاح من الرب قائلاً: "يارب من فضلك إقلع عينى اليمنى وألقها عنى، فلا أعود أرى كل النعيم الذى يتمتع به جارى، لأن قلبى إمتلأ غيرة من ناحيته، ولا أحتمل رؤيته يتمتع بكل هذا الخير، وأنا لا أملك إلا نصفه". قال هذا وهو يعلم أن جاره سيفقد كلتا عينيه، ويصير أعمى!! عندها حدثت فترة صمت، ثم وقف به ملاك الرب وعيناه مملؤتان بالدموع قائلاً له: "أيها الرجل الشرير الأحمق، لماذا تحول لحظات البركة إلى ألم وتعاسة؟ طلبتك هذه لن أصعد بها أمام الرب، ليس لأن الرب لا يستطيع أن يحققها لك، ولكن لأنه إله محب ورحيم، ولن يسر بهذه الطلبة الشريرة. وليس لأنك تستحق قد أعطى لك، ولكن لأن هذه مسرة الله". وإنصرف عنها الملاك .

أذكرونى فى صلواتكم