لماذا أتزوج؟
* هل فكرت في هذا السؤال البسيط وحاولت الإجابة عنه بموضوعية وصدق؟!
إن الإجابة عن هذا السؤال تكشف عن الدوافع وراء الزواج.
وإنه لأمر هام أن يفحص الإنسان دوافعه في أي أمر وخاصة الزواج .
فالبعض يقدم على الزواج بدوافع صحيحة،
والبعض آخر بدوافع قد تكون هدامة للحياة الزوجية أو على
الأقل لا تصلح أساسا للحياة الزوجية .
وسأذكر أولا أمثلة لبعض الأفكار الخاطئة
الموجودة لدى البعض.
+ يقدم البعض :
على الزواج بدافع تقليد آخرين أو ربما غيرة منهم. فالزواج
( في نظرهم ) يمنح الشخص قبولا من المجتمع، وتقديرا من الناس
( خاصة مجتمعا المصري ). لذا يحاول البعض الهروب من كلام الناس أو ضغط
المجتمع ( وأحيانا الأسرة ) عن طريق الزواج. وما أخطر أن يقدم شخص
على هذا الأمر الخطير هروبا من الضغط أو رغبة في إرضاء الناس.
+ يقول البعض :
إني أتزوج لأن السن يتقدم بي ولأن كل من في سني تزوجوا.
أو بلغة أخري : " أخشى أن يفوتني القطار " وهذا ينطبق بصفة خاصة على
الشابات لأن إحساسهن بمرور الزمن أقوى من إحساس الشباب. لكن هل هذا
سبب للزواج؟! إن السن وحده ليس دافعا كافيا للزواج. فربما العزوبية تكون
أفضل من الزواج.
+ ويقول آخر :
لقد تعبت من أعمال البيت. فأنا مضطر أن أجهز طعامي، وأغسل
ملابسي، وأقوم بكل الأعمال المنزلية المرهقة . هذا منطق من يريد " خادمة "
لا زوجة فالزواج شركة بين الاثنين في الأعمال المنزلية.
+ وتقول شابة :
إني أريد أن أتزوج لأني لست سعيدة في بيت والدي.
فهما يتحكمان في ويسلبان حريتي. إن هذا سبب واهي للزواج، فهو حالة هــــــــــروب من مشكلة. ومن يمكنه أن يضمن السعادة في البيت الجديد إن كانت الفتاة توافق على أي شخص يتقدم لها لمجرد أنه سيخرجها من قيود أسرتها؟
هذه أمثلة لبعض الأفكار الخاطئة التى تدل على
عدم فهم معنى الزواج كما قصد الله.
إذا ما هو الغرض الصحيح للزواج ؟
أسأل الله عن هذا فسيجيبك في كلمته المقدسة:
" ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينا نظيره " ( تك 18:2 )
فالله الذي قال عن كل شئ إنه حسن، بل وحسن جدا، تطلع إلى آدم ورأى وحدته فقال هذا ليس حسنا.. رآه في حاجة إلى شريك يؤنس وحدته ويعينه في مسئوليته, وعلى الرغم من ان آدم قبل السقوط في الخطية كان في تمتع تام بالله وشركة مستمرة معه لا يعكر صفوها شئ، إلا أن الله المحب رأى حاجته لشريك من نفس نوعه. شريك يراه بعينيه ويسمعه بأذنه ويلمسه بيده يسير معه ويتحدث إليه ويتبادل العواطف معه . . لذا أوجد لـه الله هذا الشريك.
ولما استيقظ آدم من سباته ورأى امرأته بجواره، من فرط إعجابه بها أنشد أول أنشودة في تاريخ البشرية :
" هذه الآن عظم من عظامي
ولحم من لحمي. هذه تدعى
امرأة لأنها من أمرء أخذت "
( تك 23:2 )
تفكر فيها فرآها مناسبة له ذهنيا وعاطفيا وجسديا،
بل ومكملة له أيضا، فهتف معبرا عن فرحه العظيم
بهذه العطية التى وهبه الله إياها.
إذا الغرض الصحيح للزواج هو:
الرفقة و الشركة بين الاثنين، وإيجاد معين للرجل
يساعده لإتمام مشيئة الله في الحياة
منقول